أطفال بعمر الورود، وسيقان بترت وأصيبت بنيران عدو حاقد، وأسوار تحبس يديه، لا مجال للفرار منها، ثم يحلُّ عليه إبعاد قسري من منزل طفل لا يزال يحتاج لأسرة تعوله وتعتني به، هم كالورود، نفاذة برائحتها، تعطي لمن يريد الجميل، لكنها حساسة لغاية أن يلمسها أحد بعنفوان فتخدش وتحزن على ذلك، هم كذلك أطفال فلسطين، نعم، أيها القارئ أطفال القدس وشبابه وحتى شيوخها ونسائها، أصبحوا جلهم معرضين للحبس المنزلي، أو الإبعاد القسري، أو السجن، أو دفع غرامات عالية، ولكن الغريب هو إصرارهم على العيش، إصرارهم أن يقدموا الجميل لفلسطين، كما الورد، فسلام عليكن أيتها الورود الجميلة.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على الطفل المقدسي علي طه (15عاما)، من مخيم شعفاط، قد أصابه ما ألم بقدسه، فحبس و أبعد قسريا عن بيت عائلته، فهو الآن يسكن ببيت عمه ببلدة بيت حنينا، وينتظر بفارغ الصبر موعد المحكمة للبت في قضية إبعاده، ولعلها تحمل بين طياتها الجميل كجمال ذلك الطفل.
أصابت نظرات الاحتلال الحاقدة ساق ذاك الطل، فجعلته يتألم منها، بل وقيدت حركته تلك الإصابة، وعن حالة الطفل طه، قال والده بلال طه، طفل يصاب ويبعد عن أهله، ماذا تراك أن تنتظر من نفسيته!، فهو بالتأكيد نفسيته متعبة، ولكنهم يحاولون التخفيف عنه، بطرق شتى، إلا أنّ ما أَلَّمَ به جعله صامتا حزينا ينظر لما وصلت به حالته.
في هذا الشـأن، أشار والد الطفل أنه كفيل على ابنه أثناء هذه الفترة ولا يستطع مغادرته أبدا، فيكون والد الطفل معرض لفقدان عمله بسبب غيابه الطويل عن العمل، لأنه كفيل ابنه، مشيرا، أن والدته من حملة هويات الضفة الغربية، وقد سحب منها تصريح إقامتها، فلم تستطع زيارة ابنها علي ولا الاطمئنان عليه ومتابعته وضعه الصحي، في مكان إقامته الجبرية، وخاصة أن وضع طفلهم ليس مستقرا، فهو قام بإجراء خمس عمليات جراحية للآن لساقه المصابة بنيران الاحتلال.
وأضاف والده، انه لا يسمح له بالخروج من المنزل أبدا، لا للعب ولا الدراسة ولا لأي أمر.
وكان الطفل علي طه، قد أصيب في 2-7-2019، على الحاجز، وأيادي البطش قد سحلته وهو مصاب إلى غرفة الحاجز، وتم نقله بسيارة الإسعاف الإسرائيلية للمستشفى، واعتقل على إثرها 14 يوما، رغم إصابته الخطيرة، والآن تنتظر العائلة على أحر من الجمر المحكمة، لعلها تخفف من آلامهم شيئا ما.
الإبعاد القسري شبح يمد أذرعه إلى الأطفال
اترك تعليق
اترك تعليق