تقرير : حليمة نافعه
تشتكي أم الطفلة تالا من ارتفاع ثمن العلاج لمرض طيف التوحد في فلسطين وتقول : ” أنا أم لثلاثة أطفال ولا يوجد معيل في الاسرة غيري بسبب وفاة زوجي، أدفع ما يقارب 11 الف شيكل لعلاج ابنتي تالا منذ اكثر من 3 سنوات، وأعمل ليلاً نهاراً في التطريز لتوفير احتياجات عائلتي”.
تسرد أم تالا أن ابنتها تالا استجابت للعلاج فأصبحت تدريجيا لا تخشى من الجلوس بين الناس، وتستطيع حمل المعلقة والأكل لوحدها، غير أن المعهد عمل على دمج الطفلة تالا مع الاطفال العاديين في الروضة والان في المدرسة ، وتشكر المعلمات بتالا المجتهدة والتي تشارك في الاجابات دون خوف او تردد.
توضح دينا القدومي مسؤولة العلاقات العامة في المعهد الفلسطيني للطفولة التابع لجامعة النجاح الوطنية في نابلس ان المعهد قد أسس لحل قضية مهمة بخصوص الاطفال الذين يعانون من طيف التوحد.
تتابع القدومي أن طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، يبدأ ظهوره في مرحلة الطفولة المبكرة، ولا يوجد علاج للتوحد إلا أن العلاج المبكر يحدث فرق كبير في حياة عديد من الاطفال.
تضيف القدومي أن المعهد مقسم لثلاث اقسام : العيادات، صفوف منتسوري وصفوف التأهيل، ويتم دمج اطفال التوحد الذين خضعوا لخطة العلاج كاملة في المعهد مع الاطفال العاديين في روضة منتسوري.
تردف مسؤولة العلاقات العامة في المعهد أن من باب التسهيل والتخفيف عن الاهالي في ظل الاوضاع الاقتصادية السيئة، تم تخصيص صندوق التوحد ، كما عملوا على إطلاق كفالات أطفال التوحد والتي تعادل كفالة يتيم.
و تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية عام 2016 التي نشرت على موقع النهار, أن طفلاً واحداً من 160 طفلاً يعاني اضطرابات التوحد, و بحسب أرقام الأمم المتحدة، نحو 1% من سكان العالم مصابون بهذا المرض، أي ثمة نحو 70 مليون شخص مصابين بالتوحد في العالم.
توضح الاخصائية النفسية في وحدة رعاية الاسرة في المعهد الفلسطيني للطفولة دينا حبش, أنهم يعملون مع الاطفال في عدة عيادات ومع أخصائيات في الناحية النفسية والوظيفية والنطق والتربية الخاصة.
تؤكد حبش أن وحدة رعاية الاسرة من شأنها أيضاً الجلوس مع الأهالي ليعلموهم أنشطة يمارسوها مع طفلهم في البيت, لتصبح استجابة العلاج أسرع، وطرحت مثال بسيط بلعبة الاختباء فإنها تعزز الطفل المصاب بالتوحد عند اختباءك بأن يبحث عنك وينظر الى عيونك فعندما ينظر طفل التوحد الى العيون فهنا تبدأ مراحل العلاج بالتطور .
وتروي أم الطفل حسن أنها كانت في البداية تشعر بالخجل أمام الناس من ابنها المصاب بالتوحد، ولكن مع ذهابها للمعهد والتوجه لوحدة رعاية الاسرة فإن الاخصائية شرحت حالة الطفل كاملة للام وخففت عنها، ومع مرور الايام أصبحت أم حسن لا تسمح لاحد بالاستهزاء على طفلها وتتابع معه ليستطيع العيش والتأقلم مع الحياة.