رأى محللون ان مصر وجهت العديد من الرسائل التي وصفوها بـ”الخشنة” تمثلت بمواقف مصر الاخيرة تجاه إسرائيل في العملية الأخيرة (طوفان الأقصى) والتي اطلقتها المقاومة صباح السبت.
وكانت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو قد تفاخرت في الأمم المتحدة وقي مناسبات أخرى عن قوة إسرائيل وتبرأ من تفاهمات مصرية سابقة وان إسرائيل في طريقها للتطبيع مع العرب غير أبه بالواقع على الأرض وقاد عبر حكومته المتطرفة عدة إجراءات وهجمات ضد الفلسطينيين والتهرب من استحقاق حل الدولتين الذي ترعاه دول كثيرة منها مصر ضاربة بعرض الحائط التزامات إسرائيل الإقليمية وخصوصا مع مصر.
فموقف إسرائيل وحلفائها خصوصا في قضية سد النهضة وحرب السودان والمشاريع التطبيعية التي ستؤدي الى تدمير خطة التنمية المصرية وإيجاد بديل لقناة السويس.
وان كان اهم هذه الرسائل حضور الرئيس المصري شخصيا الى غرف عمليات الجيش الصري ونشر صوره في الاعلام الا ان بيان الازهر اليوم شديد اللهجة ووجهه إلى “العالم الصامت” عن ضحايا فلسطين.
وكان الازهر قد أعلن الأزهر في بيان له على موقعه الإلكتروني تقديمه “خالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية، شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية”.
كما حيّا الأزهر في بيانه وبكل فخر “جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي”، وطالب العالم المتحضر والمجتمع الدولي “بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين..”.
ولم يكن بيان وزارة الخارجية المصرية اقل خشونة حيث حذرت فيه من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
ودعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرةً من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة.
وحثت مصر إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
واما العملية التي قام بها الشرطي المصري في الإسكندرية فقد تكون أكثر الرسائل خشونة. وكذلك أقدمت إسرائيل بإغلاق الجانب الإسرائيلي من المعبر المعروف باسم العوجا وسحب كافة العاملين به مدعية ان هناك إطلاق نار من الجانب المصري أدى الى سقوط قتلى إسرائيليين في حين ان هذا المعبر التجاري يبعد 35 كم في وسط الصحراء.
عملية طوفان الأقصى تعيد الى الاذهان عملية مصرية مشابهة في حرب أكتوبر عام 73 عندما اقتحم جنود النخبة المصريين خط برليف المحصن وكان هناك تلميح كبير في ذلك الوقت لاشتراك الاستخبارات الروسية في الحرب.
واما باقي الأدوار الإقليمية فتمثلت بدور قطر باحتضانها الجناح السياسي لحماس في حين ان الامارات والسعودية تقفان على مسافة وليس لهم دور فاعل واما دور حزب الله ومن خلفه إيران فسيكون الاسناد وقت الحاجة وهو ما بادر به حزب الله صباح اليوم بتبني عملية إطلاق الهاون في الحدود الشمالية في سابقة بالعادة لا تحدث ولها دلالاتها عن استعداد الحزب بالدخول الى المعركة.
مصر أعلنت الاستنفار على الحدود مع قطاع غزة وتراجع جنودها الى مسافة 300 متر من الحدود في اجراء روتيني في حين وضع معبر رفح في حالة استنفار لاستقبال الجرحى وكذلك وزارة الصحة المصرية.
الرئيس الأمريكي بايدن هو الخاسر الأول فهو كان بطل السلام والتطبيع في رغبة منه ان يكون بطل الانتخابات وهو ما يبرر ردود الفعل الامريكية والتي تمثلت بإرسال دعم فوري لإسرائيل وحتى ان هناك من يرجح ان الطائرات التي حلقت صباح أمس بسماء غزة كانت أمريكية. واعلانها فتح تحقيق بان هناك أسلحة سلمت لأوكرانيا وصلت لأيدي المقاومة في تلميح ان روسيا قامت بإيصالها عبر مصر لهم خصوصا بعد تصريح روسيا الأسبوع الماضي ان مصر شريكا إقليميا مهما في الشرق الاوسط.
وكذلك فان حكومة إسرائيل المتطرفة ورئيسها هم الخاسرين الاخرين ففي ظل وجود مئات القتلى والأسرى من الإسرائيليين مما جعل بعض الإسرائيليين للتصريح علنا بمسؤولية نتنياهو وحكومته ومطالبة بعمل حكومة محترفين لإنقاذ إسرائيل وطرد الوزراء المتطرفين.
نقلاً عن وكالة معاً الإخبارية.