كما أن الأرض تفرح برحيل الظالمين فإنها تبكي وتنعى العظماء وتحتضنهم على كمد ، راية فكرية ومرحلة موارة زاخرة بالفكر القيم والمنطق العقائدي الذي صمد كحربة نادرة في صدر الإلحاد والتغريب الثقافي ،إنه الدكتور محمد عمارة الذي توفي امس الجمعة تاركا وراءه أمة تنزف من كل الثقوب الفكرية ، غطى المرض أنحاء جسده مدة أسابيع ثم حتى توفاه الله وقد أتم 89 سنة ، ولد الدكتور محمد عمارة في مصر عام 1931 وتتلمذ بين يدي القرآن منذ صغره ، اتخد اتجاه اليساريين السياسي في بداية حياته وكان معارضا للاحتلال الإسرائيلي والانجليزي لمصر وفلسطين وقد بلغت جذوته السياسية مبلغا أدى إلى فصله وتعرضه للمسائلة .
يذكر أن الدكتور محمد عمارة كان مفكرا إسلاميا وعضو في هيئة كبار العلماء وقد نشر ابنه خالد عبر صفحته على فيسبوك أن الدكتور محمد عمارة توفي بكل هدوء وسكينة وهو يدعو الله ويحمده ويوصي من حوله بإكمال مشاريعه الفكرية والشرعية وقد توفي وكلمات الرضى والحب تثعب من كلامه , وقد كان له موفقا يشهد له في أحداث الانقلاب على الرئيس محمد مرسي رحمه الله بأن ذلك الفعل يؤصل الطائفية في النفوس .
وقد سلط الضوء على قضايا الأنثى وقدم رؤية إنصافية تنطلق من الدين أولا وأخيرا ومن أقواله : ” إن الإسلام حرر الأرض وحررالعقائد والضمائر وترك الناس وما يدينون لأنه لا إكراه في الدين ، وبرزت روائعه الفكرية الإسلاميه عندما اعتنق الفكر الإسلامي واعتزل الفكر اليساري بعد خروجه من السجن وعكف على دراسة العلم الشرعي وحاز درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية وألف 200 كتابا فكريا إسلاميا ، وكان منهاضا لفكرة حكم العكسر السيسي للشعب المصري وكان من مساندي ثورة يناير ومنهاضي الظلم والقمع الشعبي ، عورض من قبل السادات والسيسي وبشار الاسد لكنه لم يتزعزع لحظة عن فكرة ومسيرته العظيمة رحمه الله رحمه واسعة .