تعد مدينة بيت لحم من أعظم وأعرق مدن فلسطين، نظراً للتسامح الديني المسلم المسيحي فيها، إذ تستعد مدينة بيت لحم لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الثالث والعشرين من الشهر الجاري؛ في ظل انسداد الأفق السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتصاعد التوتر بين إيران وأمريكا.
ووصف سفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل لغرفة تحرير وكالة معا قائلاً: ” أنَّ هذه الزيارة ـ”مهمة جدا”، ومؤكداً أنها تأتي تأكيداً على اهتمام روسيا بالقضية الفلسطينية، ودعمها للقيادة الفلسطينية، ومتابعة لما يجري من أحداث في المنطقة خاصة أن روسيا تعتبر الشرق الاوسط ضمن مجالها الحيوي”.
وأضاف نوفل أيضاً: “أنَّ الزيارة ستشكل مرحلة نوعية في العلاقة بين البلدين، وتساعد في تطوير التعاون المشترك، مؤكداً ان القيادة الفلسطينية تضع آمالاً كبيرة على الزيارةِ؛ كون روسيا تلعب دوراً مهماً في المنطقة والعالم، ويمكن الرهان عليها في العملية السياسية، إضافة إلى الضغط على إسرائيل؛ لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين”.
وأعلن نوفل في ذات السياق: “أنَّ المسؤولين الفلسطينيين والروس يضعون اللمسات الأخيرة لاستكمال الترتيب للزيارة التي ستستمر لمدة يوم واحد، يزور خلالها بوتين برفقة العشرات من المسؤولين الروس مدينة بيت لحم، عقب زيارة سيقوم بها إلى إسرائيل”.
وستبدأ الزيارة بلقاء موسع بين الرئيس الروسي والوفد المرافق مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ثم سيعقد لقاء خاص بين الرئيسين.
كما سيقوم الرئيس الروسي بزيارة كنيسة المهد، وسيفتتح شارع النجمة ببيت لحم والذي ساهمت روسيا في إعادة ترميمه، إضافة إلى زيارة مؤسسة الرئيس بوتين الفلسطينية للثقافة والاقتصاد والتي شيدت بدعم روسي، وسيعقد الضيف في نهاية الزيارة مؤتمر صحفي قبل أن يغادر البلاد إلى موسكو.
وقال السفير في بيانه: “أنَّ الزيارة ستتخلل توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين؛ تتعلق بالجمارك وحرية التنقل وغيرها من الملفات”.
بدوره قال المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض لغرفة تحرير وكالة معا: “أنَّ روسيا دولة عظمى وصديقة للشعب الفلسطيني وزيارة بوتين لفلسطين مهمة وتعزز حضور فلسطين الدولي، مضيفاً أن روسيا هي عضو دائم في مجلس الأمن، وتقف إلى جانب الفلسطينيين وموقفها مهم جداً في ظل الانحياز الأمريكي مع اسرائيل”.
وأضاف أيضاً عوض: “أنَّ روسيا مهتمة بالمنطقة، ولها مصالح وصداقات ومن الضرورة الاستفادة منها؛ لكسر الاحتكار الأمريكي لعملية التسوية، والانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن فلسطين تربطها علاقات اقتصادية وثقافية ودينية قوية مع روسيا منذ فترة طويلة، ويجب المحافظة عليها وتوطيدها”.