كل الأصوات التي تنادي الآن بضرورة التصدّي للاستيطان ليست سوى عُواء في البرّية، مقاومتنا للاستيطان كُلها ظاهرة نباح مزعج لم يحفظ ذرة تراب واحدة، رفع القضايا إلى محاكم المستوطنين شرّعت فكرة قبول التقاضي على الأرض. وامتلاء جيوب المحامين ولص وصية بعضهم في هذا المجال مكشوفة.. وتحييد الجماهير عن هذه المعركة كان سياسة، وضرب القطاع الزراعي الفلسطيني لم يكن بيد الاحتلال وحده بل بيد سلطة همّشت دور هذا القطاع، وحولت القرى إلى مرتع للسماسرة العقاريين، الرأسمال الجبان والطفيلي الكمبرادوري، لا يهمه سوى عمليات التخليص في الموانيء الاسرائيلية، حيتان تجار الخضار والفواكه، باتوا أقوى من أجهزة الأمن لانهم يصدرون نفايات المنتجات الصهيونية الى امعائنا..
مواجهة الاستيطان لا تكون لا في نيويورك ولا في محكمة الجنايات الدولية ولا في محاكم المستوطنين، مواجهة الاستيطان تبدأ من القرية الفلسطينية، ومن تنفيذ شعار البلدوزر الفلسطيني مقابل البلدوزر الاستيطاني.. لماذا لا تشتري الحكومة 1000 بلدوزر فلسطيني لاعمار الارض؟
هذه ليست ” صحوة ” بناء على نهيق حمار مثل بومبيو، من يصحو على نهيق حمار فقط يكون قد غطّ في نوم عمييق لا تؤرقه كوابيس. هل بنيتم مدرسة زراعية في الاغوار مثلا؟ هل هناك لدينا مشتل حكومي واحد؟ ثم تصرخون؟!
لقد ضيعتم فرصا كثيرة.وبهذه العقلية ستضيعون كل ما تبقى لنا، بئس التفكير تفكيركم وبئس الخنوع خنوعكم، من يريد محاربة الاستيطان عليه ان يبني جيشًا من الزرّاع الشباب، لا جيش من الفلسطينيين الجدد كما ارادهم ( الجنرال الأمريكي ) كيث دايتون