في نهار يوم صيفي لاهب، كنت أجلس بجوار شقيقي الصغيران ووالدي في إحدى مهرجانات الأطفال المهرجانات التي تعج بالأطفال السعيدين اقترب مني طفل صغير يبدو أنه لم يتجاوز الخامسة ليبيع بعض الحلوى في وقفة تفضح إنهاك جسده الصغير من التعب، وجه أصفر الملامح وعينان بالكاد أن تفتحا، يهيئ لك بانه سيقع أرضا في أية لحظة نظرت إلى أخي الصغير يبدوان في نفس العمر كذلك شبه في بعض الملامح، يا إلهي هل كان من الممكن أن يكون أخي في متل حاله لوكان مقدرا له ان يولد في اسرة اخرى.
الأطفال هم نعمة من الله وأمانة في أعناق ذويهم وكذلك المجتمع لكنهم كثيرا ما ليسوا كذلك فهم يهانون في أحيان كثيرة تسرق منهم طفولتهم و يجبرهم ذويهم على اتباع قواعد صارمة دون الأخذ بعين الاعتبار بأنهم يقومون بطمس هويتهم وشخصهم ويوجدون للمجتمع نسخ لا حصر لها ولا أهمية لها كذلك، عمالة الاطفال، التسرب من المدارس، الضرب المبرح والعقوبات والإهانة، الزواج المبكر، وأن يكون فردا من أفراد أسرة كبيرة لا تقوى على توفير قوت يومهم ناهيك عن التعليم والترفيه, مدنسات قدسية الطفولة.
منذ أيام شاهدت في التلفاز قصة امرأة لاجئة تعيش في خيمتان- قد منحها إياها أناس شعروا بالشفقة على أبناءها كما ذكرت- تبكي سوء الحال والفقر وقلة الطعام وحالة أطفالها النفسية وعدم توفر التعليم لهم احزروا ماذا، عدد اطفالها ثمانية أصغرهم يبدوا أنه لم يتجاوز السنتان أنجبتهم في تلك الظروف وتبكي حزنا على حالهم وشفقة عليهم!
وبعد كل ذلك هل ترى بأن جميع الأفراد يستحقون ان يتحملوا هذه الأمانة هكذا وبكل بساطة لأنهم أرادوا، لأنانيتهم رغم كونهم ليسوا أهلا لها، رغم معرفتهم بأنهم لن يقدروا على توفير أدنى متطلبات الحياة لهم، ليخرجوا للمجتمع أفراد غير سويين، ثم ننتظر بأن ننهض بمجتمعنا! لبنة واحدة غير سليمة تهدم المجتمع فكيف وكل هؤلاء الأطفال ليسوا سويين؟
Previous
Next