يشق كرميد “البلاستيك الرملي” طريقه إلى أسواق قطاع غزة، بديلا عن الكرميد المصنوع من الفخار، بعد نجاح الدكتور محمد أبو هيبة، أستاذ الهندسة الميكانيكية في الجامعة الإسلامية بغزة، في فتح خط إنتاج لهذا المنتج الجديد.
وتعتمد فكرة هذا الكرميد، على مزج مخلفات البلاستيك المعاد تدويره مع الرمل، لإنتاج مادة صديقة للبيئة وذات جودة عالية تنافس الكرميد التقليدي.
والكرميد هو حجر يستخدم بشكل خاص في بناء أسقف وواجهات البنايات الخارجية، بغرض إضفاء لمسات جمالية للمبنى.
ويقول الدكتور أبو هيبة في بثلء خاص، إن مصنعه الذي بدأ العمل بداية الشهر الجاري، يسعى لتوفير بديل عن الكرميد “الفخاري” الذي يتم استيراده من الخارج.
ويوضح أن البلاستيك الرملي، هي مادة مكونة بشكل أساسي من البلاستيك والرمل، وإضافات أخرى كالصبغات والمثبتات المضادة لأشعة للشمس.
وبدأت الفكرة، لدى أبو هيبة، من ثلاث سنوات تقريبا، حيث بدأ في إجراء تجارب شبه بدائية وبسيطة، كي يتأكد أن الفكرة مجدية وتعمل.
ويضيف “التجارب أعطتنا نتائج جيدة، تفيد أن الفكرة تعمل وقابلة للتطوير وللنجاح”.
ويشير أبو هيبة إلى أن منتجه صديق للبيئة، ويقول في هذا الصدد نحن جزء من عملية إعادة تدوير في المجتمع، وهذا مهم للبيئة”.
ويضيف موضحا “نستخدم مادة البلاستيك المجروش، والذي يتم جمعه من قبل جامعي القمامة، وبهذا نحن نقلل من النفايات في المجتمع”.
ويذكر أن عملية الإنتاج تتكون من عدة خطوات، أولها تنقية الرمل من أي شوائب، وتجفيفه، ثم وزن الرمل وإضافة كمية البلاستيك المناسبة له، ثم يضاف له الألوان ومثبتات مضادة لأشعة الشمس ومثبتات أخرى.
وعقب ذلك، تتم عملية عجنه مع الحرارة، ثم وضعه في قوالب قبل خروجه بالشكل النهائي.
ويوضح الدكتور أبو هيبة أن مصنعه أيضا يساهم في تقليل البطالة عبر تشغيل الأيدي العاملة.
ويبيّن أن كرميد البلاستيك الرملي الذي ينتجه يتميز بالكثير من الأمور، ومنها أنه يتحمل الكسر بنسبة الضعف عن الكرميد الفخاري العادي، ويتحمل السقوط من علو، ويتحمل الارتجاجات.
ويتميز أيضا أن الزبون يستطيع طلب اللون الذي يريد، عكس الكرميد التقليدي الذي يأتي بلون واحد فقط، كما يقول.
كما يذكر أن “الفاقد” من المنتج أثناء التركيب قليل جدا، ويصل إلى نسبة الصفر، أما الكرميد الفخاري العادي فالفاقد منه يصل إلى ما بين 20 إلى 30 %
كما أن كرميد البلاستيك الرملي مقاوم لامتصاص الرطوبة مقارنة بالكرميد التقليدي بنسية تزيد عن 200 ضعف، بحسب أبو هيبة.
ويلفت إلى ميزة إضافية، وهي أن المصنع يعمل بشكل دائم، دون تأثّر بالجوانب السياسية الأمنية، كإغلاق المعابر أو تشديد الحصار، كونه يعتمد على مواد خام محلية.
ويقول إن مصنعه ما زال في بداية عمله، حيث ينتج يوميا ما بين 200 إلى 300 طوبة كرميد، ويستهدف تغطية 5 % من احتياج السوق المحلي في هذه المرحلة.
ويشير إلى وجود خطط للتوسع وزيادة الطاقة الإنتاجية، مضيفا “نفكر في إدخال منتجات أخرى مثل المناهل المستخدمة في مشاريع المياه والصرف الصحي في البنى التحتية، وطوب الجدران، وبلاط الأرضيات وأنواع أخرى”.
من جانبه، يقول يوسف العفيفي المختص بتشغيل وصيانة الماكينات في المصنع، إن المشروع مهم للبيئة، لأنه يعتمد على إعادة تدوير البلاستيك كونه لا يتحلل في البيئة وبالتالي بشكل خطرا على المدى البعيد.
ويضيف العفيفي لوكالة APA “هناك إقبال على الكرميد الذي ننتجه، فالنوع التقليدي (الفخاري) له لون واحد، ونحن نجهز أي لون يرغبه الزبون”
ويتابع “نسعى الوصول إلى مستوى احترافي عالي، والتسويق في الخارج”.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.