قال المحلل السياسي سهيل كيوان، إن ما كشفته وسائل الاعلام العبرية عن رؤية تتبلور لاستخدام الرصاص الحي ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل، ما هو إلا دليل آخر على الوجه القمعي والعنصري لقادة حكومات الاحتلال المتعاقبة وعلى رأسهم الوزير المتطرف ايتمار بن غفير الذي يسعى إلى استباحة دم العرب.
وأضاف كيوان لـ وكالة شهاب للأنباء، إن “هذا المتطرف والذي يتولى الآن وزارة الأمن القومي يطبق أجندته دون أيّ مراجعات أو أيّ تحقيقات، ويريد بكل بساطة استباحة دماء العرب قبل هذه الرؤية أو بعدها، فالتطرف هو سيد الموقف والوضع من سيء الى أسوأ“.
ويرى أن ما يحتاج إلى قرارات هو نزيف الدم الذي يسيل في الداخل المحتل بفعل عصابات الإجرام، وليس فعاليات إغلاق الطرق الرئيسية التي تشهدها القرى والبلدات العربية، والتي هي مطلبية احتجاجية على سوء إدارة وعنصرية الحكومات المتعاقبة.
وأكد كيوان أن عصابات الإجرام تتلقى التغطية والضوء الأخضر لفعل ما تريد، فهي لا تلاحق ولا يقدم ضدها لوائح اتهام على ما ترتكبه من جرائم، مشيرا الى أن ما يجري ليس وليد صدفة، إنما هو سياسة ممنهجة ومعروفة.
إقرأ/ي بالفيديو الكشف عن خطة إسرائيلية جديدة للتعامل مع مظاهرات فلسطيني 48
ولفت إلى أن هذه العصابات تشعر بالأمن؛ فبعد وقت قصير من ارتكاب المجرم لجريمته يصبح معروفا لدى الشرطة الإسرائيلية التي لديها جميع الوسائل لكشف المجرمين ضمنها كاميرات الشوارع وغيرها، ولكن لا يجري اعتقال أي مشتبه به أو مجرم له علاقة بما يجري.
ويرى كيوان أنه وفي احيان كثيرة تصل الشرطة طبعا متأخرة جدا، وحتى إذا أخرجوا صورة لأحد المشبوهين من الكاميرات، ممكن أن يعتقل لساعات أو ليوم أو ليومين، وتسمع فقط أنه هناك اعتقالات، ولا تلبث الشرطة بعض الوقت إلا وأفرجت عنه.
وتابع، ما يهم جهاز الشاباك هو “ألا تقترب هذه العصابات من اليهود وتجمعاتهم أو ما يعرف بالداخل، بالوسط اليهودي، وهذه رسالة لهم أن قوموا بما تريدون، اقتلوا وخربوا، المهم أن لا تقتربوا من اليهود”.
وبيّن أن الرؤية الجديدة ما هي إلا استكمالا لما قلناه، عن العنصرية وطريقة التعامل مع الفلسطينيين في الداخل المحتل، الهدف في مجمله سفك الدماء والقتل والتهجير، مشيرا الى أن كل ما يفعله بن غفير سينقلب عليه وعلى حكومته المتشددة.
يذكر أن مراسل قناة كان العبرية، كشف صباح اليوم الأربعاء، بأن قيادة الشرطة وممثلين كبار في وزارة الأمن القومي التي يترأسها عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، منشغلة منذ عدة أشهر في صياغة رؤية جديدة للتعامل مع المظاهرات وفعاليات إغلاق الطرق التي قد تشهدها الطرق الرئيسية القريبة من المدن العربية لفلسطيني الداخل المحتل.
وهذه الرؤية تتعلق في حال اندلاع مواجهة أخرى تحاكي عملية حارس الأسوار (معركة سيف القدس) وقد ركزت الرؤية الجديدة على المطالبة بتغيير توصيات لجنة أور والسماح للشرطة باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين العرب لاسيما وأن تلك اللجنة التي تم تشكيلها بعد أحداث أكتوبر في الوسط العربي عام 2000، والتي أدت حينها لاستشهاد 13 شاب من فلسطيني الداخل المحتل، قد منعت الشرطة من استخدام الرصاص الحي.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.