يتجمع عشرات الشبان بالقرب من شاطئ البحر في مدينة غزة، استعداداً لاستقبال الصيادين المُحملة شباكهم بـ”السلطعونات”، لإخراجها ووضعها في الصناديق البلاستيكية، وبيعها.
وينتظر الصيادون موسم “السلطعون” كل عام، بشوق، كونه يدر عليهم دخلا لا بأس به، ويوفر فرص عمل للكثيرين.
وتشتهر منطقة مخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة التي تمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بغناها بـ”السلطعونات” خلال موسمه، فيصطف الباعة في المكان لعرض هذه الكائنات البحرية للزبائن.
ويأتي عشرات الزبائن من مدينة غزة إلى المكان المذكور في الصباح الباكر، لشراء “السلطعونات” الطازجة التي يتم طبخها بطرق متعددة، وتعد من الوجبات المحببة للكبار والصغار، فلا يأتي وقت الظهيرة إلا وانتهت الكميات المعروضة.
و”السلطعونات” أو الجلمبات هي أسماك قشرية بحرية قاعية، تتواجد في القيعان الرملية والاعشاب البحرية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، فإن صيد الجلمبات (السلطعونات) يزداد في أشهر فصل الخريف بشكل كبير، بسبب زحفها باتجاه الشاطئ، نظرا لاعتدال درجة الحرارة وتوفر طعامها المكون من العوالق البحرية بالقرب منه.
ويقول مُشتاق زيدان (55 عاماً)، وهو أحد الصيادين المتواجدين في المنطقة، إن “السلطعونات” من أهم مواسم الرزق الذي ينتظره الصياد الفلسطيني من العام للآخر.
وأضاف زيدان في لقاء خاص، أن موسم “السلطعونات” يبدأ مع انتصاف شهر سبتمبر، ويستمر حتى نهاية فبراير.
وذكر زيدان أن الاقبال على شراء “السلطعونات” كبير جداً خلال فترة تواجده، نظراً لمذاقه الطيب وفوائده المتعددة، وتعدد طرق طبخه.
وأوضح أن طرق طهيه متعددة مضيفا “يمكن شواء السلطعونات، أو طهيها مع الأرز، أو جعلها شوربة، أو إدخالها بطبق الصيادية الفلسطينية التراثية (مع الأرز)، وغيرها من الطرق المتعددة”.
وأشار إلى أن أسعار السلطعونات في متناول الجميع، والتي تباع في أغلب الأحيان بصناديق تزن نحو 4 كيلو جرامات، ولا يتجاوز سعر الصندوق 30 شيكلا (7.88 دولار أمريكي).
وختم زيدان حديثه بالتطرق إلى الظروف القاسية التي يعيشها الصياد الفلسطيني بسبب تضييق الاحتلال الإسرائيلي، والتي تنعكس على الأوضاع المادية بشكل كبير.
ومن جهته يقول الصياد رمضان زيدان، إن مئات الصيادين ينتظرون موسم “السلطعونات” لكثرة الاقبال على شرائه في مدينة غزة.
وأضاف زيدان أن كمية السلطعونات في هذا الموسم “قليلة”، مقارنة في الأعوام السابقة، ففي كل عام كان يصطاد يومياً ما يقارب 8 كيلوجرامات، أما الآن لا يتجاوز وزن ما يصطاده 3 كيلو في اليوم.
ورغم الأرباح التي يحققها للصيادين، لا يخلو موسم “السلطعونات” من الصعوبات، حيث أن استخراجه من شِباك الصيد يعد عملية مرهقة، وتستغرق ساعتين على الأقل، بحسب زيدان.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.