نظمت أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات، ندوة حوارية حول الواقع الإنساني لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، وذلك بمشاركة أصحاب رأي ونخب فلسطينية من الداخل والخارج.
وأدار الندوة التي جرت الأربعاء 20 سبتمبر عبر منصة zoom مديرة الأكاديمية إسلام العالول التي وصفت أزمة عين الحلوة بالحدث الساخن والذي يشغل الكثيرين، لأهمية المخيم الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني.
وقالت العالول إنّ هذه الندوة تأتي ضمن سلسة القضايا الساخنة التي تُركز عليها أكاديمية المسيري، بهدف نشر الوعي وتوجيه النقاش في هذه القضايا بالاتجاه الأكاديمي والموضوعي بعيدًا عن العواطف والشعارات والخلافات.
وفي بداية حديثه وصف الدكتور حنفي التركيبة السياسية بالمخيم بالفسيفساء المعقدة، حيث فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها فتح، وفصائل التحالف وعلى رأسها حماس، وتصنيفات أخرى على أساس التوجه الوطني أو الإسلامي؛ وركز بحديثه على مجموعات إسلامية تشكلت بعد الأحداث السورية، وهي مجموعات تلاحقها الدولة اللبنانية، ولجأوا إلى المخيم وأصبحوا حالة سياسية هناك.
وأردف أنّ الفلسطينيين في تاريخ المخيم لم يسجل عليهم التدخل بالشئون اللبنانية وأنهم لم ينجروا إلى اشتباكات مع الأمن اللبناني بسبب الخلافات اللبنانية الداخلية، وبشكل عام فإنّ المخيم لم ينعم بالأمان خلال السنوات الماضية، إلا زمنا قصيرًا بعد عام 2017.
وعما جرى من أحداث مؤسفة مؤخرًا في عين الحلوة فإنه حسب محمود حنفي بدأت بشهر آذار المنصرم عندما قُتل شاب برصاص إحدى المجموعات الإسلامية التي سلمت القاتل للأمن، ثم تلا ذلك بشهر آب عملية انتقام من شقيق المغدور، والذي قتل اثنين من أفراد المجموعة المسلحة، وعن النقطة التي أشعلت المخيم وكانت فتيل التفجير هي مقتل العميد العرموشي القائد في الأمن الوطني الفلسطيني.
وأضاف حنفي أنّ الروايات اختلفت عن ملابسات الحادث وعلاقة الأحداث القديمة بمقتل العرموشي، ولكن ما اتفقت عليه الأرقام هي الخسائر التي مُني بها المخيم، فقد صرح الدكتور محمود حنفي بحصيلة الخسائر بالأرقام: 30 قتيلًا، 250 جريحًا، 60% من السكان نزحوا خارج المخيم ويفترشون الأماكن العامة، 200 منزل دمرت بشكل كامل، وخسائر بقيمة 30 مليون دولار.
وبحسب الحنفي فإنّ تدخلات عديدة من أجل التهدئة قد فشلت، حتى انتهى الأمر بلقاء حاد بين الرئيس اللبناني نبيه بري وموسى أبو مرزوق حيث حمل الأخير المسئولية لبري الذي نجحت جهوده بعد اللقاء بساعات في إعادة الهدوء.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.