في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الأفق وسوداوية المستقبل في قطاع غزة أصبحت الهجرة الغير شرعية هي السبيل الوحيد للهروب والتخلص من شبح البطالة والفقر. وكان رائد مبروك, 42 عاما, ووالد لستة أطفال أحد الشباب الذين سعوا للبحث عن حياة أفضل ولقمة عيش تسكت جوع عائلته, لكنه اختفى ولم تسمع العائلة عنه منذ ستة أشهر.
وكانت العائلة قد فقدت التواصل مع ابنها في ال 27 من أذار, أثناء محاولته أثناء محاولته العبور من تركيا إلى اليونان, حيث انقطعت الاخبار عنه بالرغم من تواصلها مع السفارة وعميد الجالية وبعض الأصدقاء على أمل العثور عليه ولكن دون جدوى, وقد كررت العائلة مناشدتها لوزارة الخارجية وللسفارة الفلسطينية في تركيا وكافة المعنيين من مؤسسات حقوقية وإنسانية، وكل من يستطيع المساعدة والتدخل لمعرفة مصير ابنها.
ولنا أن نتخيل حالة الحزن والأسى والانتظار المؤلم الذي تعيشه العائلة على أمل عودة ابن مخيم النصيرات “مبروك” سالما، بالإضافة لمجموعة شبان فلسطينيين قد فقدوا معه.
ويذكر أن مبروك كان يعمل في مجال النجارة إلا أن سوء الأوضاع في القطاع وترديها بالإضافة للحصار المفروض عليه منذ أكثر من (13) عاماً، قد فرضت عليه إغلاق المنجرة التي أصبحت عبئاً، كحال بقية أبناء القطاع، الذين فقدوا عملهم أو اضطروا لإغلاق مصالحهم التجارية والتخلي عنها كونها لم تعد مصدر للدخل في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة.
ويذكر أن هيئة الأمم المتحدة في تقرير سابق لها حول الوضع في القطاع قد حذرت من أنه دون تغيير جدي في سياسة إسرائيل لا إمكانية لإعادة إعمار القطاع وأنه في العام 2020 قد يصبح هذا المكان “غير قابل للعيش فيه”
ت.ف