ودع الصحفي إياد حمد، مساء أمس السبت، مهنته وكاميرته بعد 20 عامًا من التغطية الصحفية، برسالة مؤثرة في أعقاب فصله من عمله كمصور في وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكية.
وكانت وكالة “اسوشيتد برس” أقدمت على فصل مصورها حمد (63عامًا) بحجة أنها تلقت شكوى ضده من الشرطة برام الله بدعوى قيامه بـ “التحريض ضد الأجهزة الأمنية ومحاولته خلق فوضى”.
وكتب المصور الصحافي إياد حمد، رسالة وداعية مؤثرة على خلفية فصله من عمله في مكتب وكالة ” Ap”.
وقال حمد في رسالته: “قبل قليل استودعت قطعة من جسمي كانت رفيقتي المخلصة الأمنية التي لم تخونني يوميا، اليوم ودعت كاميراتي كي تعود مكاتب Ap في القدس”.
وواصل قائلًا: “ربما لا يعرف أحد ماذا تعني الكاميرا المصور حملها عشرون عام جاب بها بلاد وبلاد وثق بها حكايات ألم وحزن وعناء، كانت لي خير رفيق وكانت أصدق من أناس كثر حملت بداخلها صورة الشهيد ودموع أم الشهيد وصرخات طفل يودع والده الشهيد”.
وأتم حمد قائلًا: “سجلت زغرودة الأم فوق رأس ابنها الذي اخترق رصاص الاحتلال رأسه، سجلت صورة طفلًا يركض خلف جنود الاحتلال بحجر وسجلت صورة دبابة تدوس البيوت وتمر على أشلاء شهيد ذهبت الكاميرا وبقي لي ذكرياتها الحزينة التي لن تفارق ذاكرتي”.
واستكمل قائلًا: “لن يعرف أحد منكم معنى أن تصبح هذه الكاميرا قطعة منك وأنت قطعها منها في البعض الأحيان كنت أتحدث معها بعد انتهاء تصوير يوم دامي حيث نكون عائدون لوحدنا أشعر بعض الاحيان أن هذه الكاميرا لها قلب احن من قلوب بعض البشر يكفي أنها لن تخونني يومًا في معاركي”.
وأتم قائلًا: “ودعت حكاية عشرون من العمل الصحفي في لحظه. لكنها ستبقى معي وترافقني في حياتي.. حكاية العشق بيني وبينها لا يعرفها أحد سوى المصورين عندما غادرت غزة شعرت أنها تبكي معي وعلى حدود تونس نظرت من الطائرة نظرة الوداع وفي ليبيا ومصر وتركيا والسعودية والجزائر والأردن شاهدتها تبكي أثناء تغطية الرئيس الراحل أبو عمار وفي بيت لحم أثناء حصار كنيسة المهد كانت تصلي عندما صوت كنيسة المهد يقرع وهي محاضرة، في حرب 2014 في غزة كفرت هذه الكاميرا بكل معاني الإنسانية عندما كانت توثق عائلة كاملة استشهدت، وفي مسيرات العودة على الحدود رقصت مع الصبايا والشباب على السلك”.
واختتم قائلًا: “هذا كاميرتي التي ودعتها اليوم أمل أن من وقف وراء فصلي أن يعلن الانتصار أن يطلق النار في الهواء أو يوزع الحلوى أقول لكم حكايتي لي ولن أتوقف يومًا مهما كل الأمر لن أتوقف حتى أصبح تحت التراب وداعًا يا أعز الأصدقاء”.
المقال:شاهد هنا
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.