سجّلت بطولة كأس العالم 2022، العديد من المشاهد التاريخية التي ستبقى خالدة في أذهان الجميع، وذلك مع قرب انتهاء منافسات الدور الأول من المسابقة.
المونديال الذي يجري لأول مرة في دولة عربية، بات محور حديث العالم أجمع، نظرا لجمال تنظيمه في قطر، بجانب الأحداث التي جرت خلاله لأول مرة في التاريخ.
أول المشاهد التاريخية التي سُجّلت بأحرف من ذهب، كان رفع العلم الفلسطيني في جميع المباريات، ليكون بمنزلة تذكير بالقضية الفلسطينية ومعاناتها.
ولم يقتصر رفع علم فلسطين على العرب فقط، بل كان للغرب نصيب من ذلك، إذ عبّر كثيرون عن دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية العادلة.
وهنا لابد من كلمة شكر لدولة قطر حكومة برئاسة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشعبا، نظرا لمواقفهم العربية الأصيلة، التي ستبقى راسخة في التاريخ.
أما ثاني المشاهد التي سلّطت وسائل الإعلام العالمية، الضوء عليها, فكانت صلاة الجمعة في محيط استادات كأس العالم، في مشهد مُهيب، جعل قلب كل مسلم يخفق فرحا وفخرا.
وأدى الآلاف من المسلمين المتواجدين في قطر، صلاة الجمعة في محيط الاستادات، ما جعل الكثير من الغرب يعبّرون عن إعجابهم بالإسلام، الذي نشرت دولة قطر تعاليمه عبر ملصقات في الطرقات والأماكن العامة، لتعريف الغرب به.
وجاءت تسمية صلاة الجمعة نسبة إلى يوم الجمعة، الذي يعني في اللغة العربية “التوحّد والالتئام”، وهو ما حدث فعلا بالنسبة لجميع المسلمين.
ثالث المشاهد الرائعة التي سيبقى العالم يتحدث عنها والمرتبطة بالصلاة أيضا، هي وجود مصلى داخل جميع استادات كأس العالم، ما يجعل للمسلمين الحرية الكاملة في أداء الصلوات دون أن تفوتهم.
وجاء مشهد ذهاب المسلمين بين الشوطين لأداء الصلوات، ليدلل على أن كرة القدم لا يمكن أن تُشغل أحدا عن العبادة، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، الإبداع القطري في التخطيط قبل البناء.
وبدا مشهد ذهاب الآلاف لأداء الصلوات بين الشوطين في المصلى، رائعا جدا، ما لفت انتباه الغرب، ناهيك عن إسلام العديد منهم، نظرا لما شاهدوه من سماحة في التعامل ونظافة في المكان.
آخر المشاهد الرائعة في مونديال العرب، كان قبل أيام قليلة، عندما خطف شاب أردني كان يتوشح بعلم فلسطين، الأنظار بموقفه الرجولي الشهم، عندما ساعد أسرة مدرب منتخب البرازيل، أدينور ليوناردو باتشي “تيتي” خلال ذهابها لمحطة القطارات.
وكان الموقف الرائع بعد لقاء البرازيل وصربيا، إذ اضطرت عائلة “تيتي” لقطع مسافة ليست بالقصيرة لأجل الوصول لمحطة “الميترو”، غير أنه كان برفقتها حفيدا المدرب، الذين كانا نائمين، ما دفع بالشاب الأردني لحمل أحدهما على ظهره طوال مسافة الطريقة، في مشهد عبّر عن شهامة العرب والمسلمين.
ولم يكن يعلم الشاب العربي أن الطفل الذي كان يحمله اسمه “لوكا” صاحب “5 أعوام”، وهو حفيد باتشي، الذي طلب بدوره بعدما علم بالقصة، مقابلة الشاب ومنحه قميص المنتخب البرازيلي، كأبسط طريقة لشكره على موقفه الرائع، ناهيك عن ذرفه الدموع في إحدى المؤتمرات الصحفية، في إشارة لتأثره بالمشهد ومدى أصالة الإنسان المسلم.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.