رغم ضرورة وشرّعية نقد واقع الفصائل الفلسطينية وحال منظمة التحرير و” طرفي الانقسام ” إلا اننا لا نرى ـ حتى الآن ـ مُبادرات فلسطينية تُترجم ذاتها على الارض لتاسيس البديل أو لتثوير القوى الفلسطينية والشروع في مغادرة حالة الشلل والركود نحو دوائر المبادرة والفعل، سواءً من داخل أو من خارج الأحزاب والقوى نفسها.
فما هي العقبات والكوابح التي تحول وتمنع تحقيق ذلك ؟ نرى قطاعات من الشباب والافراد والجماعات والمثقفين تنشُد التغيير في ساحتنا الفلسطينية ولكنها أصوات مبعثرة غير متجانسة ولا جامع بينها. لو وضعتهم في قاعة لمدة يومين وطلبت منهم تقديم البرنامج البديل سيخرجوا علينا ـ إذا خرجوا ـ بمواقف وبرامج لن تكون بعيدة عن ما تطرحه القوى الرّئيسية في الساحة الفلسطينية. على الاقل نظرياً.
إن المسألة الحاسمة في عملية التغيير كانت دائما ( المشاركة الفعلية ) وليس النقد النظري فقط ، لأن الإكتفاء بالنقد وتسجيل الملاحظات النقدية والنقاط دون المشاركة الفعلية في حركة التغيير يبقي الفرد ـ الجماعة ـ يرواح في دائرة اللافعل بل قد يؤدي الى الاحباط فضلا على ان الجماهير لن تأخذك على محمل الجد.
ويمكن القول ان تجربة الحبيب باسل الأعرج دليلا لنا ، فهو لم يكن عضوًا في أي ” تنظيم ” لكنه كان إبنا وفيا للحركة الوطنية الفلسطينية ، وشارك في اطلاق مبادرات شبابية وكان له جهده الثقافي والنضالي ولم يبتعد عن هموم قوى المقاومة وكان يرى السلبي والايجابي وهو يمارس دوره ونقده قولاً وعملاً.
المشاركة الفعلية هي أعلى درجات النقد وستظل دائماً العنصر الحاسم في عملية النهوض والتغيير.