أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح البروفسور عبد الستار قاسم، أن رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس يحتمي بالموقف الإسرائيلي الرافض لإجراء الانتخابات بالقدس، للهروب من هذا الاستحقاق.
وقال قاسم في تصريح لوكالة شهاب للأنباء اليوم الاثنين “أن سلطة عباس قبلت أن تتم الانتخابات الماضية في القدس عن طريق الاقتراع عبر البريد، وهو ما قبلته الفصائل وتمت على إثره الانتخابات، ولكنها اليوم تصر على الانتخابات بمراكز داخل القدس، حتى تحرج الفصائل الأخرى وتتهرب من الانتخابات برمتها”.
وأضاف قاسم ” لماذا لم تعمل السلطة على مدار 13 عاما لفك الحصار الانتخابي عن القدس، وتقدم عبر الجهات الدولية والأمم المتحدة للضغط على الاحتلال الرافض لإجراء الانتخابات بالقدس، وهو ما توافق مع رغبة عباس”.
وشدد قاسم أن عباس استغل رمزية القدس المحتلة لرفض الانتخابات، حتى لا يتعرض للهجوم من أبناء شعبنا والفصائل التي وافقت عليها، ولكن في حقيقة الأمر هناك توافق مع الاحتلال على عدم إجرائها خوفًا من تقدم حماس”.
وأوضح قاسم أن “عباس كان على علم مسبق أن الاحتلال لن يقبل إجراء الانتخابات عبر مراكز اقتراع بالقدس، ولكنه كان يريد إحراج حركة حماس التي فاجأته بمرونة عالية ومواقفة على كل شروطه، ليعود ويتذرع برفض الاحتلال ويتهرب”.
وأردف بالقول ” السلطة وعلى رأسها محمود عباس تودي بنا إلى جهنم، وليست معنية بالوحدة الوطنية ولا بمواجهة الاحتلال، وهم مفلسون ولا يملكون شيئًا للشعب الفلسطيني، سوى الرحلات ومهرجانات التكريم والمؤتمرات، ووعود بالتوقيع على مواثيق دولية لن تصنع شيئًا لشعبنا، وينفقون أمولًا طائلة على سراب”.
وشدد قاسم أن “السلطة تفضل بقاء الأزمات والمعاناة على ظهور المواطنين، على أن تخسر الانتخابات، ولا يهمها إشكاليات الهوية الوطنية والشرعية والمعاناة الاقتصادية المتفاقمة”.
وقال “السلطة والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وبعض العرب، صنعوا واقعًا صعبًا لشعبنا، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة، ليوصلوه إلى حالة الانهاك، وبالتالي لا يقوى على مواجهة الاحتلال، ويستمر في دوامة البحث عن لقمة العيش”.
وعن كيفية الخروج من هذا الواقع قال قاسم: ” الخيار الأول أن نقف بالأسلحة في مواجهة هذه الأخطار والمصائب التي أوقعتنا بها السلطة ورئيسها محمود عباس، بعدما دمرت التعليم والأخلاق والاقتصاد والمجتمع، ولكن هذا الحل لا نريده ولا يجب أن يرفع الفلسطيني سلاحه بوجه الفلسطيني”.
وتابع” أما خيار الثاني هو القيام بحركة الشعبية لا تحمل صبغة سياسية، ولكن هذا الحل بعيد المنال، كون الشعب الفلسطيني يعاني منذ من قمع السلطة والاحتلال على حد سواء، ومنع أي حراك قد يغير الواقع المرير”.
أما الخيار الثالث فهو الانتخابات التي تعرقلها سلطة محمود عباس، وإذا لم تحصل سيبقى الشعب الفلسطيني هو المسؤول عن نفسه، وعليه اختيار طريقة للتخلص من هذا الواقع.
نقلاً عن وكالة شهاب للأنباء.