(شاعرالقدس:نوري باكديل)
لم يكن الحب نزراً يسيراً أو عابرة فكرية على أذهان المحبين فسالت ودمت جوارح الشعور كلها سالت أودية الأقلام بحروف الحب على صفحات اللهفة ، وهل نجد في الحب أعظم من حب القدس في قلوب العابرين إليها ؟ وهل كان في تاريخ القلوب قلباً مر في القدس ولم يترك قطعة هناك منه ؟
نوري باكديل ذاك الشاعر التركي المعاصر، كرس شعره في الدفاع عن القدس وشد الانتماء إليها ، ودافع عن القضية الفلسطينية ببسالة ، كان مسقط رأسه في تركيا ولد عام 1934 ، في قهرمان مرعش جنوب تركيا ،درس نوري في جامعة أسطنبول وتخرج منها بتخصص الحقوق ، وكان ناشطاً أدبياً في الثانوية العامة حيث أصدر مجلة “حملة ” ، وفي عام 1972 قام بتأسيس مؤسسة “نشر المجلة الأدبية ” .
لم يكن شأن الدفاع عن القضية الفسطينية جزءا من أولويات الشاعر نوري بل إنه اتخذها قضية حياته وسلم أولوياته كلها ، فعكف على كتابة الشعر والعمل الأدبي الذي يخدم القضية ، وقد بلغت أشعاره مبلغا عظيما في معانيها حتي قالها الرئيس أردوغان في خطاباته فقال على لسان الشاعر نوري: ” فلتعش يا جبل الطور لتعلمهم أين هي طريق القدس ،أنا احمل القدس كساعة يدي ، إن لم تضبط ساعتك على القدس فأنت تضيع وقتك ولا شيء آخر” .
نعم إن عظم الغايات في النفس يكون بعظم التوجه إليها ، وضبط بوصلة الروح إليها ،توفي سفير الحب للقدس الشاعر نوري عن عمر يناهز 85 عاما ، وقد شيدت المدارس باسمه وقد بكته القدس والأقصى والمنابر والمحبين ،فرحم الله من عاش حياته في خضم قضية ومات مدافعا عنها !