لم يسلم الأطفال من بطش الاحتلال وعنجهيته كما لم يسلم قبلهم النساء والشيوخ, فها هي سلطات الاحتلال تستدعي الاحتلال الطفل المقدسي محمد عليان البالغ من العمر أربع سنوات فقط، صباح يوم الثلاثاء، برفقة والده إلى مركز شرطة الاحتلال, بتهمة رشق الحجارة باتجاه مركبة تابعة لقوات الاحتلال خلال اقتحامها لبلدة العيسوية.
وقد توجه الطفل محمد برفقة والده لمركز الشرطة, حاملا كيسا من الحلوى معتقدا أنه ذاهب “لمدينة ألعاب” وما أن رأى الجنود المدججين بالأسلحة وحشد الصحافة حتى انهمر بالبكاء غير مدرك لما يحصل من حوله, فكيف الطفل أن يفهم أنه سيكون عرضة للمسائلة “نتيجة فعلة لم يرتكبها” والوقوف بوجه “الوحش” الذي طالما حاول الفرار منه, وليدرك أن هذا الوحش ما عاد أسفل السرير بل يقف امامه مباشرة.
وفي لنفس التهمة استدعى “الوحش” الطفل قيس عبيد، من بلدة العيسوية، للتحقيق معه يوم الأربعاء الموافق31/7، في مركز الشرطة في القدس المحتلة, كما لم تسلم الطفلة ملك سدر من الخليل, 8 سنوات, من هذا الأمر فقد تلقت بلاغا للتحقيق معها بتهمة “مضايقة المستوطنين”.
يحاول الاحتلال وبكل الطرق اخافة الأطفال وترويعهم, في محاولة منه لتضييق الخناق عليهم وعلى ذويهم, فبين كل هذه الاستدعاءات والاعتقالات والترهيب النفسي كيف يمكن لأطفالنا العيش بسلام حالهم حال البقية من أقرانهم في اماكن أخرى من العالم, بل حتى مقارنة بأطفال ذلك “الوحش” المروع؟ ومتى سيدع ذلك “الوحش” أطفالنا يكتسبون صفة “الطفولة”؟