القدس –كتبت آ. صبيح- كان لجبل المكبر دور أساسي في هذه الإنتفاضة فقدم العديد من الشهداء والجرحى والأسرى, فبعد استشهاد بهاء عليان وعلاء أبو جمل وإصابة بلال أبو غانم في عملية الحافلة عند مستوطنة أرمون هنتسيف المقامة على أراضي جبل المكبر أقدمت قوات الإحتلال الإسرائيلي بإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى جبل المكبر مع الإبقاء على مدخل واحد تحت حراسة مشددة فمنذ تلك اللحظة شهدت القرية إجراءات لم تشهدها من قبل.
الاعتقالات
فقبل هذه الانتفاضة كانت جبل المكبر مسرحا لجنود الإحتلال يمارسون في كل ليلة مداهمات للبيوت، وإعتقال أفرادها بتهمة وبلا تهمة وبعد العملية الأخيرة التي قام بها عليان وغانم أقدمت قوات الإحتلال باعتقال العشرات من أبناء جبل المكبر الذين كانوا على صلة مباشرة وغير مباشرة مع الشهيد , فعند اقتحامهم للبيوت يقومون بتحطيم المنزل والإعتداء على أفراده واعتقالهم بشكل وحشي أمام الأطفال والنساء ويقول في هذا الصدد الأسير السابق علي أيمن عويسات ” إن قوات الاحتلال لا تميز بين صغير وكبير فيقومون بأعمال وحشية عند الاعتقال ويكون الاعتقال قبل صلاة الفجر بساعات قليلة لإثارة الرعب في نفوس الأطفال”
سياسة الإبعاد
من السياسات التي اتخذتها قوات الإحتلال الإسرائيلي كأسلوب عقاب بحق أبناء القدس لأنها تعرف مدى حبهم في الدفاع عن مدينتهم فلجأت إلى إستخدام هذه السياسة كأسلوب عقاب بحق المقدسيين فأبعدت الكثير من أبناء القدس عن مدينتهم وكان لجبل المكبر حظ من ذلك، ويقول عويسات “قبل أشهر عدة أبعدوا أخي عن القرية لمدة خمسة أشهر وتهمته أنه يخل بالنظام في جبل المكبر وبعد قضاءه هذه المدة من الإبعاد عاد إلى القرية لكن عودته لم تدم طويلا فبعد إستشهاد بهاء عليان قامت قوات الإحتلال بإعتقاله مرة أخرى وحكمت عليه بالاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر كما وحكمت أيضا على ابن عمي بالاعتقال الاداري “.
حاجز بعد حاجز
لم يكتف الاحتلال بإغلاق المداخل الرئيسية للبلدة فبعد أن قام أعضاء الكشافة في جبل المكبر بالتعاون مع الأهالي بتنظيم حركة السير وتفادي الأزمات فوضعوا حواجزا أخرى في أزقة البلدة مما أعاق الحركة وزادها سوءاً وأفاد ناصر” إن قوات الاحتلال قد لاحظوا أن الإغلاق للمداخل لم يجد نفعا مع أبناء جبل المكبر فقاموا بإغلاق المداخل الفرعية داخل البلدة لخلق نوع آخر من الأزمة وهذا يشكل عائقا كبيراً أمام السائقين ” وهذا إن دلَّ فإنما يدل على صمود أهالي المكبر وتحديهم للإحتلال.
المواجهات
في كل ليلة تسمع أصوات قنابل الصوت ورائحة الغاز تنتشر في أرجاء القرية، يتجمع الشبان الصغير والكبير ويقومون بإطلاق الألعاب النارية والحجارة على المستوطنات المقامة على أراضي جبل المكبر، وتستمر المواجهات ساعات طويلة وفي نفس الليلة يقوم الإحتلال بإعتقال أبناء القرية رداً على ما حدث وفشل مستمر للمستعربين بإعتقال الشبان فلا يستطيعون الدخول الى البلدة لبسالة الشبان.
جبل المكبر سجل بطولات كثيرة, فلم ننس ما قدم أبناؤه من تضحيات فعملية دير ياسين التي أطاحت بالحاخامات التي قام بها عدي وغسان أبو جمل وعملية علاء أبو دهيم في المدرسة التحريضية العنصرية الذي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن عشرة مستوطنين حاقدين وهناك العديد من البطولات التي قدمها أبناء هذا الجبل .
ا.ص