استيقظ المستوطنون صباح يوم الأحد الموافق 7/7 على مشهد أثار غضبهم وقلقهم أيضاً, حيث كانت الأعلام الفلسطينية ترفرف على طريق (60) الالتفافي الواصل بين القدس وبيت لحم, وطرق رئيسية أخرى في الضفة بشكل بارز على مصابيح الإنارة.
وكانت قد علقت بأيد إسرائيلية تحديداً منظمة (ريجفيم), حيث هدفت تلك المنظمة لإثارة انتباه الحكومة الاسرائيلية وتحذيرهم من “السيطرة الفلسطينية” على المناطق المصنفة “ج.”
هذه الحادثة ذكرتني بقصة كانت تلقى على مسامعنا دائماً في المدرسة, تحكي قصة امرأتين في قديم الزمان ذهبتا للقاضي تحتكمان له كل تدعي بأن الطفل لها, فما كان للقاضي إلا أن يقترح عليهما “اقتسام” الطفل!
بالتأكيد لم يكن أحمق, لكن من ادعت كذباً أن الطفل طفلها كانت كذلك, فهي وافقت دون تردد, على خلاف أمه الحقيقية التي رفضت الفكرة رفضاً قاطعاً فلم يكن “الاقتسام” خياراً.
الأم الحقيقية تشبه هنا وللأسف “الإسرائيليين” فهم يرفضون فكرة حصول الفلسطينيين على أي جزء من الأرض بل ويستميتون في الدفاع عنها من الفلسطينيين, لدرجة جعلتهم يشعرون بضرورة تحذير الحكومة وإبداء قلقهم من “التوسع الفلسطيني” وفي المقابل تشابه الفلسطينيون بالامرأة المدعية فهم يبدون استعدادهم “لاقتسام” الأرض والتنازل عنها شيئاً فشيئاً آملين في التوصل لنتيجة في “عملية السلام” والحصول على بعض “الحقوق” من الحكومة الإسرائيلية التي لم تفعل شيئا سوى قضمها, لكن هل بإمكاننا لوم الفلسطينيين في ضل التخاذل العربي وقلة الحيلة.