ارتفعت وتيرة الحديث عن تقارب المواقف ازاء اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع موقف حركة حماس تحديدا التي أبدت الموافقة على اجراءها.
ومع كل خطوة ناجحة في الطريق نحو الانتخابات، تزداد التصريحات الصحفية من المسؤولين المرشحين للانتخابات الرئاسية او التشريعية، او المشككة بإمكانية اجراء الانتخابات من اصلها.
وفي ظل تأكيد الجميع ومن بينهم رئيس السلطة محمود عباس على تمسكه بإجراء الانتخابات وتعهده بذلك امام المجتمع الدولي، بدأت الانظار تتجه الى من سيكون مرشح حركة فتح في انتخابات الرئاسة، في ظل اعلان الرئيس اكثر من مرة سابقا عدم نيته الترشح لانتخابات الرئاسة.
ورغم أن الهيئات القيادية لحركة فتح (اللجنة المركزية والمجلس الثوري) لم يجتمعان ويناقشان ملف الانتخابات، الا أن ذلك لم يمنع اسماء بارز في مركزية فتح من الحديث عن الانتخابات، وتحديدا الرئاسية.
عباس شيخ عشيرة
أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، أكد خلال حديث تلفزيوني أن عباس لن ينافس في الانتخابات ولا يقبل ان يكون مرشحا، واصفا اياه بالثروة الوطنية.
ودعا الرجوب لاعتبار ابو مازن ” شيخا للعشيرة وأبا روحيا لعملية ديمقراطية،” قائلا “بعد شهرين سيحتفل الرئيس عباس بعيد ميلاده الـ85، هو زعيم وطني ومعني ان يعيد للقضية اعتبارها بطموحات ومعتقدات واحدة وبقيادة واحدة من خلال عملية ديمقراطية، والرئيس ابو مازن اب روحي للجميع، لا يريد ان ينافس في الانتخابات ولا يقبل أن يكون مرشحا للانتخابات، هو يريد ان يكون اب روحي لإنجاح نموذج ديمقراطي وطني اخلاقي هو مقتنع فيه”.
واعتبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب إن حديث حركة حماس حول الانتخابات “إيجابي ومشجع” ونتمنى أن يعبر عن إرادة لبناء شراكة حقيقية، مؤكدًا أن الانتخابات عنصر ضاغط على الجميع لإعادة الاعتبار للحالة والقضية الوطنية.
وقال الرجوب ان اجراء الانتخابات بالنسبة لحركة فتح هو الخيار الاستراتيجي للحكم، ونحن من بادر وعمل على انجاح الانتخايات التشريعية في عام 2006، ونأمل ان يدرك الجميع ان “فتح” ترى ان الطريق الى الحكم يجب ان يكون من خلال الغربال الفلسطيني ، هو الذي يفرز ويقرر من خلال عملية ديمقراطية اذا اتفقنا على ذلك اعتقد انا في طريق انقاذ قضيتنا التي تعيش اسوأ ظروفها من انقسام.
وتابع، في حال اكتمال كل الدوائر فإن الرئيس سيصدر مرسوما باجراء الانتخابات التشريعية وفيما بعد الرئاسية، ونأمل ان يتم ذلك مع نهاية العام، ولكن وهذا مرهون بانجاز كل الاستحقاقات التي تخلق بيئة تُشعر الجميع بالطمأنينة.
المرشح الوحيد
ويبدو تصريح الرجوب بخصوص ترشح الرئيس لخوض الانتخابات الرئاسية مناقضا جملة وتفصيلا لتصريح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ الذي اكد تمسك فتح بالرئيس عباس كمرشح وحيد لها.
وكتب الشيخ في تغريدة على صفحته على موقع “تويتر” في 15 تشرين اول/اكتوبر “بعد انتهاء لجنة الانتخابات من مشاوراتها سيحدد السيد الرئيس موعد الانتخابات التشريعية ومن ثم بعد ذلك موعد الانتخابات الرئاسية وتؤكد حركة فتح ان مرشحها الوحيد للرئاسة السيد الرئيس محمود عباس “ابو مازن” مرشح الإجماع الفتحاوي وكل احرار وشرفاء شعبنا الفلسطيني العظيم”.
وصدرت عدة تصريحات صحفية من بعض قادة حركة فتح الذين ابدوا تمسك الحركة عباس كمرشح وحيد للحركة من بينهم محافظ مدينة غزّة، إبراهيم أبو النجا الذي اكد أنّ المرشح الوحيد لحركة فتح في الانتخابات الرئاسية هو الرئيس محمود عباس.
التشكيك في نجاح الانتخابات
وفي ظل التفاؤل النسبي حول امكانية اجراء الانتخابات التي بدأت تظهر في التصريحات، الا ان بعد اعضاء مركزية فتح يشككون بنجاحها، وهو ما اعرب عنه جمال محيسن قبل ايام حين تحدث عن معيقات تقف امام اصدار مرسوم رئاسي لاجراء الانتخابات، وضرورة الاتفاق على كافة التفاصيل والقضايا الاجرائية للانتخابات مع حماس، اضافة الى اجرائها بالقدس المحتلة .
وأوضح محيسن “هناك معيقات أمام اصدار المرسوم الرئاسي أبرزها حماس التي لم تعلن موافقتها على عدد من القضايا الاجرائية من ضمنها الموافقة على اشراف محكمة الانتخابات المركزية على الانتخابات في كافة محافظات الوطن” .
وأعرب محيسن عن خشيته ان تتراجع حماس عن مشاركتها في الانتخابات لاسيما أنها أعلنت عن استعدادها وليس موافقتها، مشيرا الى تجارب سابقة مع حركة حماس لا سيما توقيع اتفاق المصالحة 2017، مطالبا حماس بالوضوح التام والاعلان صراحة موافقتها المشاركة بالعملية الديمقراطية وليس التوقف عند مبدأ الاستعداد.
وأضاف محيسن ان العقبة الأساسية أمام اصدار المرسوم مرتبط بنتائج الاتصالات التي تتم على الساحة الدولية مع اسرائيل بشأن اجراء الانتخابات في القدس، مطالبا بضرورة أن يكون هنالك ضغط دولي على اسرائيل لأنه دون القدس لن يكون هنالك انتخابات.
ورغم كل ما يقال هنا او هناك بشأن الانتخابات، الا ان الاختبار الحقيقي لها سيبدأ بعد اصدار الرئيس مرسوم رئاسي يحدد فيه مواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعندئذ سيكون على حركة فتح البت في العديد من القضايا من بينها مرشحها للانتخابات الرئاسية.
المصدر: منقول وكالة شهاب للأنباء.