كشف تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، عن موجة جديدة من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بهدف التوغل الاستيطاني الإسرائيلي بوتيرة متسارعة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح المكتب في تقريره الأسبوعي، الصادر اليوم السبت، أن مخططات حكومة اليمين المتطرف في الكيان الإسرائيلي تُقوض إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية للصراع الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال الاستيلاء على أراضٍ خاصة وعامة، تعود لخزينة دولة فلسطين.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال صادقت عشية ما يسمى “عيد العرش” اليهودي، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على بناء 2342 وحدة استيطانية جديدة في الضفة، لترتفع بذلك عدد الوحدات إلى 8337 وحدة جديدة منذ مطلع العام الجاري، بزيادة تقارب 50% مقارنة بعام 2018.
وبين أن هذه السياسة ليست بجديدة على كل حال، فقد رفعت سلطات الاحتلال من وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قبل 3 سنوات على نحو غير مسبوق.
ولفت التقرير إلى أنه تمت المصادقة على نحو 7 آلاف وحدة استيطانية سنويًا بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، أي ما يقرب من ضعف متوسط الوحدات الاستيطانية في السنوات الثلاث التي سبقتها، والتي كانت تدور في المعدل العام حول 3650 وحدة سكنية سنويًا.
ومن بين المستوطنات التي ينوي الاحتلال توسيعها حسب المخطط الجديد، مستوطنة “براخا” المحاذية لمدينة نابلس من الجنوب، حيث يجري التخطيط لبناء 207 وحدات استيطانية، ومستوطنة “دوليف” المقامة على أراضي قرية الجانية ويجري التخطيط لبناء 382 وحدة، ومستوطنة “مفؤوت يريحو”، سيتم بناء 182 وحدة، وهو عدد كبير، مقارنة بحجم هذه المستوطنات الصغيرة.
وذكر التقرير أنه تمت المصادقة على تسوية الأوضاع القانونية للبؤرة الاستيطانية غير القانونية “بروش هبكعا” في الأغوار الشمالية، بعد أن تم تعريفها كمؤسسة تعليمية تتضمن إقامة مئات الطلاب وعائلات الموظفين.
الاستيلاء على آلاف الدونمات
ولفت التقرير إلى إعلان جيش الاحتلال الأسبوع الماضي، عن قرارات بالاستيلاء على مئات الدونمات في جنين وطولكرم، لصالح بناء جدار الضم والفصل العنصري.
وبهذا الصدد، أفاد التقرير بأن سلطات الاحتلال سلمت بلدية يعبد، جنوب غرب جنين، إخطارًا بالاستيلاء على 409 دونمات من أراضي بلدات يعبد، وبرطعة، وطورة، وقفين، والعرقة، وزبدة، ونزلة زيد، وظهر العبد في جنين، تمهيدًا لبناء جدار الضم على الأراضي بدل “الشيك” المقام عليها.
وأخطرت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على 3 آلاف دونم من أراضي شرق يطا جنوب الخليل، والممتدة من خربة منيزل، حتى عرب الجهالين على مشارف البحر الميت.
ويأتي ذلك استنادًا الى أمر عسكري قديم صادر منذ عام 1996 يقضي بالاستيلاء على مساحات شاسعة تقدر بنحو 250 ألف دونم، تمتد من جنوب مدينة أريحا حتى بلدة الظاهرية جنوب الخليل، ضمن المشروع الاستيطاني المعروف بخطة “ألون” التي أعلن عنها عام 1970 تحت مسمى مناطق “إطلاق النار”.
وعلى صعيد آخر، بدأ وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي سموتريتش تنفيذ خطته الخاصة بشق شوارع جديدة، وتفعيل القطارات والمواصلات العامة بشكل منتظم على الطرق الاستيطانية، بهدف الإسهام في فرض السيادة على تلك المناطق.
ووافقت سلطات الاحتلال على أولى خطط “سموتريتش”، وخصصت مليار شيقل لمخطط شارع الأنفاق بين القدس وتجمع “غوش عتصيون”، كما سيتم البدء قريبًا بشق طريق التفافي حول مخيم العروب شمال الخليل بتكلفة تصل 800 مليون شيقل.
وبحسب المكتب الوطني، فإنه مع استكمال المشروعين بعد سنوات ستكون الطريق من القدس إلى مستوطنات الخليل بعدة مسالك، حيث يسعى وزير المواصلات الإسرائيلي إلى تطبيق خطة وزارته في الضفة كمناطق ذات أولوية.
وأوضح أن من بين المخططات التي يسعى لتطبيقها مد سكة حديدية للقطار من “تل أبيب” إلى مستوطنة “أرائيل”، ومنها إلى مفرق “زعترة” جنوب نابلس.
وأشار التقرير إلى تعرض مدينة القدس المحتلة لأعتى الاعتداءات سواء تحت الأرض أو فوقها، وتتعاظم باستمرار الحفريات في باطن الأرض لصالح المشاريع الاستيطانية.
وفي هذا الإطار، افتتحت حكومة الاحتلال أول مقبرة تحت الأرض في العالم بمدينة القدس، حيث تُعد الأولى من نوعها بحضور رئيس بلدية الاحتلال في القدس، وكبار حاخامات “إسرائيل”، وشخصيات رفيعة.
ويشمل المشروع إقامة حوالي 24000 قبر على عمق 50 مترًا تحت الأرض، في المرحلة الأولى سيتاح حوالي 8000 قبر للدفن من المتوقع أن تكون متاحة للدفن في نهاية العام 2019، وتم حفر الأنفاق بطول 1,6 كم، بعرض حوالي 16 مترًا، ويبلغ حجم الاستثمار في المشروع حوالي 300 مليون شيقل.
يذكر أنه خلال الفترة بين العامين 2017 و2018 عقب فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية طرأ تصاعد كبير في وتيرة البناء الاستيطاني في المدينة المحتلة، حيث تمت المصادقة على بناء 1861 وحدة استيطانية جديدة، بارتفاع يبلغ 58% مقارنة بالعامين الماضيين.
المصدر: منقول من وكالة شهاب للأنباء.