رام الله -معا- ذكر تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، أن القرى الفلسطينية يتحول في موسم قطاف الزيتون إلى ساحة مواجهات ساخنة أكثر بين المواطنين والمستوطنين.
وأوضح التقرير الذي يغطي مجمل الانتهاكات التي سجلت خلال الفترة من ( 19-25 اكتوبر/تشرين الأول الجاري)، أن هؤلاء المستوطنين يجاهرون بدعمهم لمنظمات الارهاب اليهودي العاملة في الضفة الغربية، ومنها منظمة “شبيبة التلال” المتطرفة، التي ترفض حكومات اسرائيل تصنيفها كمنظمة ارهابية، وتفضل تصنيفها كتنظيم غير مرخص.
وأضاف التقرير، أن هذه المنظمة المتطرفة تفرع منها عددا من المنظمات الارهابية، منها: تنظيم “تمرد”، وهو تنظيم يهودي إرهابي انبثق من حركة “شبيبة التلال” اليمينية المتطرفة الإرهابية بنسخة أكثر تنظيمًا وتشددًا، ويضم شبانًا تتراوح أعمارهم من 16 إلى 25 عامًا يتم اختيارهم بعناية فائقة. ويعمل تنظيم “تمرد” في مناطق الضفة الغربية، حيث يتجمع أفراده في البؤر الاستيطانية، ويعقدون اجتماعاتهم بسرية تامة، ويتزعمهم حفيد الحاخام المتطرف “مئير كهانا”، وهو التنظيم المسؤول عن إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما، وقتل ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية، وإحراق سيارات وممتلكات المواطنين في القرى والبلدات المحيطة بمستوطنة “يتسهار” وبؤرها الاستيطانية المنتشرة في المنطقة.
وأشار إلى أن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية بدأوا يتململون بعد أن امتد تمرد “شبيبة التلال” ليطال جيش الاحتلال نفسه، فحكومة اسرائيل تتجاهل إنشاء البؤر الارهابية والاعتداء على الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم ، وإشعال الحرائق وأعمال التخريب عندما يتعلق الأمر بالعرب، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجنود فإن القضية تطفو على السطح.
وقد اشتكى ضباط كبار في جيش الاحتلال أن قادة المستوطنات يغضون الطرف عن أولئك المستوطنين، وقال أحدهم: إنهم باتوا يشعرون بأن المستوطنين يقاتلونهم بحماية ممثليهم في الكنيست على حساب الاعتبارات الأمنية، في إشارة إلى وزراء وأعضاء كنيست يدعمون أولئك المستوطنين، ويعملون على تنفيذ رغباتهم عبر المستوى السياسي.
وضباط إسرائيلي آخر، يقول: إن ظاهرة العنف “لشباب التلال” تبدأ بتجاهل البؤر الاستيطانية، وإلحاق الأذى بالفلسطينيين، والضرر بممتلكاتهم، والحرق العمد والتخريب، ثم يطال بعد ذلك الجنود. كما اشتكى عدد من الضباط السابقين الذين خدموا في تلك المناطق من الحماية التي يحصل عليها “شبان التلال” من قادة المستوطنين وبعض السياسيين.
وللتذكير فإن الكنيست الإسرائيلية كانت قد أقرت قانونا تسمح بموجبه لكل مستوطن تلقى تدريبا عسكريا على مستوى جندي مشاه بحمل السلاح، ما سيؤدي الى زيادة عدد المستوطنين لنحو ربع مليون مستوطن مسلح.
وفيما يتعلق بتبرئة محكمة الاحتلال أحد قتلة عائلة دوابشة، أشار التقرير إلى محاكم الاحتلال تتفنن في تبرئة عناصر الإرهاب اليهودي، وعدم اعتقالهم، والإفراج عنهم، وتخفيف التهم بالتدريج، كما حصل مع أحد الذين شاركوا في إحراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما في العام 2015 والذي كان قاصرا حينها، حيث ادانته محكمة اللد بالعضوية في “تنظيم يهودي متطرف” لتبعد عنه جريمة القتل، بعد أن كانت قد صادقت في أيار/مايو الماضي على صفقة ادعاء بين النيابة ومحامي القاصر، اعترف فيه الأخير بالتآمر على إحراق منزل عائلة دوابشة، بدوافع عنصرية والضلوع في جرائم كراهية أخرى. وعلى الرغم من اعتراف المحكمة بوجود (تنظيم يهودي) يضم في عضويته المئات من المستوطنين المتطرفين، الا ان اعتداءات وجرائم هذا التنظيم تجري دون عوائق.
ونوه إلى أن نقاشات داخلية اسرائيلية كشفت النقاب عن وجود فعلي لما يسمى بـ (خطة تطوير الاطراف ) والتي هي حسب المفهوم الاسرائيلي التخلص من الاحياء المقدسية المحاذية لجدار الفصل العنصري، وتلك التي تشكل كثافة سكانية عالية في القدس المحتلة.
وتصدرت الخطة التي كشف عنها قبل أيام قائد الشرطة الإسرائيلية السابق في مدينة القدس ميكي ليفي من حزب “ازرق وابيض” بقيادة بيني غانتس، ومن قبل رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات، حيث حذر ليفي من انه ما لم يتم اخراج معظم احياء القدس الشرقية خلف الجدار في غضون 20 عاما، فسيكون رئيس بلدية القدس الموحدة فلسطينيا.
وأشارت تقديرات المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان إلى ان المنطقة الأكثر عرضة لمثل هذه الاجراءات هي المنطقة الواقعة خلف الجدار في اتجاه مدينة رام الله، مثل: كفر عقب، وسميراميس، وشعفاط، وغيرها كالسواحرة، والأحياء الأخرى ذات الكثافة السكانية العالية، والتي من شأن اخراجها من حدود بلدية القدس، والتخلص من 200 الف فلسطيني، وخفض نسبتهم في القدس الى ما دون 20 بالمئة من مجمل سكان المدينة.
وعلى صعيد آخر وفي عملية سطو جديدة على اراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخطط سلطات الاحتلال للاستيلاء على 700 دونم من أراضي قرية “قريوت” الى الجنوب من مدينة نابلس، بهدف توسيع مستوطنة “عيليه”.
وتظهر المواجهات الجديدة التي كانت تجري بين المواطنين وقوات الاحتلال مؤخرا، أن المنطقة المستهدفة هي منطقة ” بطيشه”، والتي تقدر مساحتها بنحو 700 تخطط سلطات الاحتلال الى إقامة تجمع استيطاني عليها، فيما شرع مستوطنون من مستوطنة “سلعيت” بأعمال تجريف لأراضي المواطنين في منطقة الحمة القريبة من بؤرة “جفعات سلعيت” الاستيطانية والتي أقيمت أواخر العام 2016.
وأعمال التجريف هذه طالت مساحات واسعة من أراضي المواطنين، وسط مخاوف من توسيع البؤرة الاستيطانية في المنطقة المعروفة باسم خلة حمد المطلة على تجمع الحمة البدوي، والتي يسعى المستوطنون إلى ربطها بمستوطنة “سلعيت”. وتقع تلك البؤرة الاستيطانية على مسافة لا تتعدى 400 متر عن مستوطنة “سلعيت” على أراض تصنف بأنها أملاك دولة رغم أن جزءا من الأراضي المستهدفة مملوكة ملكية خاصة لفلسطينيين من قرية عين البيضا.
وقال المقرر الأممي في إفادته لأعضاء اللجنة: هناك خطوتان للمساءلة يمكن للمجتمع الدولي أن يجلب بهما الأمل في إنهاء وتغيير الاحتلال الدائم”، الأولى، هي: الاتفاق على فرض حظر كامل على تصدير جميع المنتجات المصنوعة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية إلى السوق العالمية، والثانية: إصدار دعوة واضحة إلى الأمم المتحدة لاستكمال العمل اللازم فيما يتعلق بقاعدة بيانات الشركات والمؤسسات المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
ورصد التقرير مجمل الانتهاكات على مدار أسبوع خلال قطف الزيتون، وسرقة المحاصيل، على النحو التالي:
القدس: داهمت قوات الاحتلال مسجد الأربعين الواقع وسط العيسوية، بحجة “البحث عن أطفال”. وهدمت منزل عائلة الشهيد علي حسن خليفة المكون من ثلاثة طوابق في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس، وأجبرت المقدسي سلطان بشير على هدم منزله ببلدة جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة المكون من طابق واحد، وتبلغ مساحته نحو 50 مترا من قبل جرافة خاصة، تجبنا لتكاليف الهدم الباهظة.
وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت المواطن المذكور قرارا بالهدم قبل نحو شهر، ما أجبره على هدم منزله ، الذي كان يقطن فيه هو وعائلته، بحجة قربة من “الشارع الأميركي”، الذي يؤدي إلى القنصلية الأميركية “غير القانونية” في القدس.
رام الله: هاجم مستوطنون من مستوطنة “حلميش” المزارعين في أراضيهم بقرية أم صفا شمال غرب رام الله في منطقة الغبط، ومنعوهم من التواجد في المنطقة، واقتحمت مجموعة كبيرة من المستوطنين منطقة الشعيب بين قريتي برقة وبيتين شرق رام الله، ومنعوا المواطنين من قطف ثمار الزيتون، وسط حماية من قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز صوب المواطنين لتفريقهم، فيما هدمت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري برام الله للمرة الخامسة؛ بحجة أنه أقيم على أراض مصادرة، وأن الاحتلال يمنع البناء على أنقاض أي منزل يجري هدمه لمدة خمس سنوات.
الخليل: جرفت آليات الاحتلال شارعا رئيسا يربط بلدة سعير بعدد من أحيائها في منطقتي واد الشرق وجبل قطية، بحجة قربه من الشارع الالتفافي “رقم 60” الواصل ما بين مدينتي القدس والخليل ويبلغ طوله واحد كيلو متر، وتم تمويله من الممثلية الهولندية، بالتعاون مع البلدية، ولجان العمل الزراعي، ويخدم نحو 1000 دونم من أراضي المواطنين.
فيما اعتدت مجموعات من المستوطنين على عائلة جودة الجعبري قرب عمارة الرجبي التي يستولي عليها المستوطنين، وأصابوا العائلة بحالة من الذعر والخوف.
وفي منطقة الشيوخ شرق الخليل، منع المستوطنون عددا من أفراد عائلتي أبو عيد والوراسنة من الوصول إلى أراضيهم شرق البلدة، لقطف ثمار الزيتون، قرب عدد من المستوطنات القريبة. واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال على مزارعين ومنعوهم من قطف الزيتون قرب بلدة صوريف.
بيت لحم: استولت قوات الاحتلال على خلاطة لصب الباطون لأعمال البناء في قرية الجبعة غرب بيت لحم، وذلك بدعوى أنها ممنوعة من العمل في هذه المنطقة التي تخضع لمقاييس ما يسمى منطقة “ج”، واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على قاطفي الزيتون ومتضامنين أجانب في قرية الجبعة جنوب بيت لحم في منطقة “واد الخنزير” والحيلة القريبتين من مستوطنة “بيت عاين”، ورشقوهم بالحجارة، وقاموا بالاعتداء على المنازل والممتلكات، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية، فيما اقتحم مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال مناطق عين الهادفة ونبع عين جويزة والزيتونة في قرية الولجة غرب بيت لحم وأدوا طقوسا تلمودية.
نابلس: شهدت محافظة نابلس اعتداءات واسعة من قبل الجيش والمستوطنين، حيث قمعت قوات الاحتلال المشاركين في يوم تطوعي لقطف ثمار الزيتون في قرية اللبن الشرقية جنوبي نابلس في الأراضي القريبة من مستوطنة “عيليه” المقامة على أراضي القرية، واعتدوا بالضرب على بعضهم، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز في المكان.
جدير بالذكر ان اكثر من 3500 دونم في المنطقة لا يسمح الاحتلال الدخول إليها إلا بتنسيق مسبق لبضعة أيام في السنة. فيما منع جنود الاحتلال عائلة المرحوم عبد الكريم نصار “أبو محسن” من بلدة مادما جنوب مدينة نابلس من الوصول الى ارضهم بمنطقة الهدد لقطف ثمار الزيتون وتقليم الأشجار؛ بحجة ان هذه المنطقة ملاصقة لمستوطنة “يتسهار” وانه لا يشملها التنسيق الامني ، فيما واصلت قوات الاحتلال، منع قاطفي الزيتون من أراضيهم في قرية قريوت جنوب نابلس حيث استهدفتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع أثناء توجههم لمنطقة “بطيشة” في الجهة الغربية للقرية.
وسرقت مجموعة من المستوطنين ثمار الزيتون من أراضي المواطنين الواقعة داخل سياج مستوطنة “شافي شمرون”، غرب نابلس، حيث تفاجأ المواطنون بأن ثمار زيتونهم قد سرقت، وأغصان الأشجار جرى تكسيرها. وهاجم مستوطنين من بؤرة “يش كودش” منزلا غير مأهول بالسكان بين قريتي جالود وقصرة جنوب نابلس يعود للمواطن توفيق الشوبكي ، ما أدى الى تحطيم نوافذه.
وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة، بعد الاعتداء عليهم بالضرب من قبل مستوطنين من بؤرة “غفعات رونين”، المقامة على أراضي المواطنين في قرية بورين جنوب نابلس، وسرقوا معداتهم وثمار الزيتون. وأعطب مستوطنون إطارات عدد من المركبات في بلدة يتما جنوب نابلس، وخطوا على جدران البلدة وعلى مركباتها شعارات عنصرية تحريضية موجهة ضد الوجود العربي في فلسطين، منها “تحية من التلة في يتسهار “، “منطقة عسكرية مغلقة “، بالإضافة إلى بعض الشعارات التلمودية.
سلفيت: اعتدى مستوطنو “بروخين” على أراضي زراعية في بلدتي كفر الديك وبروقين غرب سلفيت، تعود لعائلة الشنار؛ بحجة أنها أملاك دولة، وتقدر مساحتها اكثر من 50 دونما وتقع في منطقة ظهر صبح في الجهة الشمالية من بلدة كفر الديك مزروعة معظمها بأشجار الزيتون، ومنها 18 دونما غير مزروعة، حيث قام المستوطنون بوضع شيك حول الارض، وبوابة حديدية، وزراعتها بأشجار العنب، ومد خطوط مياه فيها، بحجة انها مصنفة “ج”، وأنها املاك دولة، فيما اعتدى مستوطنون من “تفوح” المقامة على اراضي “ياسوف” على 8 عائلات فلسطينية كانت تقطف ثمار الزيتون، وحاولوا منعهم من الوصول إلى أرضهم، كما قاموا بسرقة ثمار الزيتون من المنطقة، كما استولى المستوطنون على أدوات ومعدات قطف زيتون تعود ملكيتها لمواطنين من قرية “ياسوف”، وهي: مفارش، وسلالم، وماكينة قطف
جنين: هاجمت مجموعة من المستوطنين قاطفي الزيتون في أراضي بلدة يعبد غرب جنين. حيث هاجم مستوطن مواطنين من عائلة عطاطرة أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أراضيهم قرب قرية ظهر العبد بمنطقة خربة مسعود، وسرق العدة التي يستخدمها المزارعون في القطف من أراضيهم، وهو ذاته الذي قام بالاستيلاء على تل في المنطقة، ويقوم برعي الماشية فيه، ويسعى إلى الاستيلاء على الأراضي القريبة. كما هاجمت مجموعة من مستوطني “مابودوثان” المقامة على أراضي يعبد مزارعين كانوا يقومون بقطف ثمار الزيتون لمواطنين من عائلة أبو بكر.
الأغوار: شرع مستوطنون بشق طريق استيطاني في خلة حمد بالأغوار الشمالية. وقالت مصادر محلية، إن المستوطنين بدأوا بتأهيل وشق طريق قرب بؤرة استيطانية مقامة على اراضي المواطنين في خلة حمد بالأغوار الشمالية.
المصدر: منقول من وكالة معاً الإخبارية.
تقرير- المستوطنون ينكلون بالمزارعين خلال موسم الزيتون
اترك تعليق
اترك تعليق