ما أن ترتفع درجات الحرارة حتى تسرع لتشغيل المكيف وإحضار كل أنواع المرطبات الباردة من مثلجات وعصائر وتتأفف إذا ما اضطررت للنزول من المنزل لشراء بعض الأغراض من السوبر ماركت القريب, وبالطبع الذهاب للجامعة أو العمل يشكل معضلة بالنسبة إليك, وما أن تستمع لأحوال الطقس وتعرف بأن هنالك موجة حر قادمة في طريقها إليك حتى تتنهد أو تطلق الشهادة حتى, وتحاول أن تنهي كل المهام المتراكمة عليك حتى لا تضطر يومها للخروج.
لكن الأمر مختلف بالنسبة لأسرانا الشجعان في سجون الاحتلال وخاصة سجن النقب وكذلك جلبوع, فهم يعانون من لهيب الصيف وإدارة السجون تتلذذ بتعذيبهم, فلا يكفي عدم وجود المكيفات للأسرى _ الأمر الذي يعتبر في غاية الترفيه_ رغم كون الأجواء الصحراوية تتطلب ذلك بل لا ينفع لها إلا ذلك, بل أيضا يقومون بمصادرة المراوح _ أجل يتمتعون بتعذيب الأسرى بأصغر التفاصيل_ مع العلم بأن سجن النقب من أكثر السجون التي يعاني فيها الأسرى في ظل ارتفاع درجات الحرارة وذلك بسبب الطبيعة الصحراوية وكذلك احتجاز الأسرى في الخيام, أما أسرى جلبوع يعانون من ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة للرطوبة العالية.
عندما تقترب العطلة الصيفية وتبدأ بالاستعداد للرحلات على شواطئ البحر أو برك السباحة في أسوء الحالات, فالثانية التي تصعب عليك فكرة الخروج من السيارة المكيفة, وفي الثانية التي تتقبل فيها إلغاء موعد مهم أو تأجيل فكرة الخروج أو التغيب عن الدوام حتى لارتفاع درجة الحرارة, تذكر معاناة الأسرى و ادعوا لهم في تلك الثانية, وقدر شجاعتهم وما ضحوا به من سنين عمرهم وعافية جسدهم لأجل حرية الوطن.